سورة غافر - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54)}
يريد بالهدى: جميع ما آتاه في باب الدين من المعجزات والتوراة والشرائع {وَأَوْرَثَنَا} وتركنا على بني إسرائيل من بعده {الكتاب} أي: التوراة {هُدًى وذكرى} إرشاداً وتذكرة، وانتصابهما على المفعول له أو على الحال. وأولوا الألباب: المؤمنون به العاملون بما فيه.


{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)}
{فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} يعني أن نصرة الرسل في ضمان الله؛ وضمان الله لا يخلف، واستشهد بموسى وما آتاه من أسباب الهدى والنصرة على فرعون وجنوده، وإبقاء آثار هداه في بني إسرائيل، والله ناصرك كما نصرهم، ومظهرك على الدين كله، ومبلغ ملك أمّتك مشارق الأرض ومغاربها، فاصبر على ما يجرّعك قومك من الغصص، فإن العاقبة لك وما سبق به وعدي من نصرتك وإعلاء كلمتك حق، وأقبل على التقوى واستدرك الفرطات بالاستغفار؛ ودم على عبادة ربك والثناء عليه {بالعشى والإبكار} وقيل: هما صلاتا العصر والفجر.


{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}
{إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ} إلا تكبر وتعظم، وهو إرادة التقدّم والرياسة، وأن لا يكون أحد فوقهم، ولذلك عادوك ودفعوا آياتك خيفة أن تتقدّمهم ويكونوا تحت يدك وأمرك ونهيك، لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة. أو إرادة أن تكون لهم النبوّة دونك حسداً وبغياً. ويدلّ عليه قوله تعالى: {لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف: 11] أو إرادة دفع الآيات بالجدال {مَّا هُم ببالغيه} أي: ببالغي موجب الكبر ومقتضيه، وهو متعلق إرادتهم من الرياسة أو النبوّة أو دفع الآيات. وقيل: المجادلون هم اليهود، وكانوا يقولون: يخرج صاحبنا المسيح بن داود، يريدون الدّجال، ويبلغ سلطانه البر والبحر، وتسير معه الأنهار، وهو آية من آيات الله فيرجع إلينا الملك، فسمى الله تمنيهم ذلك كبراً، ونفى أن يبلغوا متمناهم {فاستعذ بالله} فالتجيء إليه من كيد من يحسدك ويبغي عليك {إِنَّهُ هُوَ السميع} لما تقول ويقولون {البصير} بما تعمل ويعملون، فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرّهم.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14